كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل
صفحة 1 من اصل 1
كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل
لا بد من اعطاء الطفل رسائل ايجابية واضحة حول الامور التي نتوقعها منه، والتي ينبغي الا تكون اعلى من قدراته وطاقاته، اضافة الى تعليمات ايجابية ومحددة ايضا، مثل: «انا اتوقع منك اليوم ان تتصرف اثناء الزيارة بشكل مؤدب، وانت قادر على ذلك».
حيث يكون لهذه التعليمات صداها الاوسع عند الطفل، بدلا من استخدام عبارة مثل: «لا استطيع تحمل البكاء ونوبات الغضب، لذلك كن مؤدبا ولا تثر غضبنا اثناء الزيارة»، فمن الصعب علينا اقناع الطفل ومراضاته اثناء حدوث الغضب عنده، ولكننا نستطيع تهيئة الجو الملائم لعدم حدوث النوبة، وخلق التوقعات الايجابية تجاهه.
التنفيس الانفعالي
على الأم ان تتيح الفرصة لابنها كثير الغضب التنفيس الانفعالي بين فترة واخرى، وتعويده على ان يستخدم جسده بطريقة ايجابية بممارسة الانشطة الحركية والهوايات خارج البيت او داخله، واتاحة المجال له لسماع الموسيقى والقفز وممارسة الرياضة، وتشجيعه على رسم مشاعره ورسم مناظر تعبر عن غضبه باستخدام الالوان التي يحب، مهما كانت هذه الرسومات عشوائية وبسيطة.
مراعاة قدرته على التقليد
يتعلم الاطفال من الكبار طريقة تعبيرهم عن الغضب، فهناك من الوالدين من يعكس غضبه على الجو الاسري بكامله ويتعامل بعنف مع افراد الاسرة، وهناك من يفرغ غضبه عن طريق ضرب الوسادة او الاستراخاء او الخروج في نزهة، وبالتالي فإن الآذان والعيون الصغيرة تراقب كل ما يحدث وتقلده، حتى لو كان الاطفال من مختلف مستويات الاعاقة الذهنية.
عدم التأجيج
بعض المعلمات والأمهات يعززن ثورات الغضب عند الطفل بإعطائه ما يرغب في الحصول عليه، فيؤدي ذلك إلى أن يلجأ الطفل باستمرار لهذا السلوك حتى يحصل على مبتغاه، فمثلاً الطفل الذي يأخذ قطعة الشوكولاتة من أمام طاولة المحاسب عند الخروج من محل التسوق، سيلجأ إلى هذا السلوك كل مرة إذا لم يواجه ردة فعل من قبل والديه.
وإذا أراد الأهل فعلاً إيقاف الطفل عن هذا السلوك فعليهم شرح الموقف له، وأن عليه ألا يأخذ الشوكولاتة عن الطاولة في المرة المقبلة مع توضيح السبب، وتكليف الطفل بمساعدة الأم أثناء وضع المشتريات على شريط الحساب المتحرك حتى لا يشعر بالملل، أو تكليفه بتذكير الأم ان تشتري سلعة معينة للبيت أثناء جولة التسوق، فيشعر الطفل أنه طرف فاعل في عملية التسوق أو غيرها من النشاطات والزيارات وليس مجرد مستجيب للأوامر.
التجاهل
قد يؤدي تجاهل ثورة الغضب إلى نتائج إيجابية، خاصة عندما يرمي الطفل من خلالها لفت انتباه الآخرين، حينها ينصح بعدم الاهتمام بالسلوك مع بقاء الاهتمام بالطفل، وبذلك يدرك الطفل أن تصرفه خاطئ ولذلك تم تجاهله، فيعيد النظر ليبحث عن سلوك مقبول ليتم تعزيزه.
وإذا تجاهلت الأم ثورة الغضب وابتعدت مسافة عن الطفل فقد يكون ذلك أفضل، ولكن بعد إعطائه تلميحاً بأنه عندما يهدأ سوف تأتي وتساعده وتتعرف على ما يرغب، ولكن ما دام بهذه الحالة فلن تلبي له رغباته، وفي هذه اللحظات المهمة على الأم أو المعلمة أن تصبر وتتحلى بضبط النفس، لأن حدة غضب الطفل قد تزداد في اللحظات الأولى للتجاهل، لكن الغضب ما يلبث أن يهدأ بعد مرور فترة من الوقت.
العزل
قد تلجأ بعض الأمهات إلى عزل الطفل في غرفته عند اشتداد ثورة الغضب، فيخرب الطفل ألعابه أو يكسر أغراض الغرفة، ولكن لنتذكر أن هذه هي ألعابه التي يحبها أو ممتلكاته، وسوف يتحمل نتائج اتلافها ولن تحضر له الأسرة بديلاً عنها، وبعد ان تنتهي ثورة الغضب عليه تحمل مسؤولية نثر الأغراض في الغرفة، وبالتالي اعادة ترتيبها.
التعامل مع نوبات الغضب خارج البيت
مثلما تحدث نوبات الغضب عن الطفل في البيت فقد تحصل خارجه ايضاً، فعندما يصمم الطفل على اخذ قطعة الشوكولاتة من مركز التسوق، وعندما تصمم الام على ألاّ يأخذها، فان صراعاً للرغبات يحدث عنده قد يؤدي الى نوبة من الغضب والانفجار الانفعالي، والكثير من الاماكن كمراكز التسوق والمنتزهات واماكن الترفيه تعد مغرية بالنسبة للطفل لانها تحتوي على كثير من الاشياء التي يرغب في الحصول عليها ولا يستطيع اخذها.
ولو كانت نوبة الغضب قد حدثت في البيت لاستطاعت الأم التعامل معها بسهولة عن طريق اهمال الطفل، ولكنها في الأماكن العامة لا تستطيع فعل ذلك لأن سلوكه سوف يزعج الآخرين ويحرجها، لذلك يحسن التصرف في الأماكن العامة مع الطفل بهدوء وبصوت منخفض، ومحاولة تهدئته والحديث معه عن الموقف الذي يضايقه وتبريره له، مع أهمية المحافظة على ضبط النفس لأن الطفل إذا شعر بأن الغضب بدأ يتسرب إلى الأم التي ستكون بالطبع مهتمة بما يفكر به الناس المحيطون بها تجنباً للاحراج سيصرخ أكثر وستعزز عصبية الأم من سلوكه.
وإذا لم يهدأ في ذاك الموقف، فمن المفضل اخراجه من المكان إلى السيارة، وإذا رفض المشي فيحسن حمله والحديث معه بشكل هادئ مع وجود اتصال بصري كاف، وإشعاره بتفهم مشكلته، وتبرير الأسباب التي دعت الأم إلى رفض طلبه أو تلبية رغبته، وإذا توقف عن البكاء والغضب ستتم مساعدته، وإخباره بأن الرجوع إلى المتنزه أو المكان العام الذي كان سيكون فيه مرتبطاً بهدوئه، فإذا لم يهدأ سوف تنتهي الجولة أو الزيارة وتعود الأسرة ادراجها إلى البيت.
ولاشك ان الجلوس في السيارة بعيداً سيشعر الطفل بالملل فيعود لهدوئه لكي يعود إلى المكان الذي كان فيه أولاً. وعلى الرغم أن هذا الأمر يمكن تلافيه كلياً بالاستسلام لطلب الطفل وإعطائه ما يريد (قطعة الشوكولاتة مثلاً) إلا أن الأمر ينطوي على خطورة أن يعتاد الطفل الحصول على مطالبه ورغباته عن طريق البكاء والغضب.
وعلى الأم ألا تفكر بأن جميع الناس يحكمون على تصرفاتها ويراقبونها خلال تعاملها مع الطفل في الأماكن العامة، فكثير من الآباء والمتسوقين والمتنزهين يرافقهم أطفال، ومن الطبيعي أن تنتاب الطفل ثورة غضب في هذه الأماكن، وان كان للأسرة طفل من ذوي الاعاقة الذهنية وملامحه الجسمية تشير إلى هذه الاعاقة أمام الآخرين، فلا يعني ذلك ألا نتعامل معه بنفس أسلوب التعامل مع الطفل العادي في تلك المواقف، بل ان اعطاءه ما يرغب بحجة أنه معاق سيؤثر على مدى تطوره السلوكي والاجتماعي واستقلاليته.
والمهم في الأمر أن تبقى الأم في حالة هدوء وثبات لكي تكون أكثر تحكماً بطفلها عندما ينتابه البكاء أو الغضب في المواقف العامة، بل ان الناس المحيطين سيحترمون طريقة تعاملنا مع طفلنا بهذا الشكل، وقد يحملق بنا بعض الناس إلا أن استثناء الآخرين من الموقف هو الحل.
وأخيراً ان الفراغ الذي يمر به الطفل أثناء وجوده في الأماكن العامة قد يكون مثاراً للغضب، فعندما يتم إشغال الأيدي الصغيرة فان العقول الصغيرة تكون أقل تقلباً ومزاجية، كذلك فان الجوع والتعب قد يفجر الغضب عند الطفل، لذلك يجب التأكد من أن الطفل في حالة شبع وراحة مسبقاً قبل الخروج من البيت، وكذلك فان الملل قد يخلق الغضب، لذلك يجب اشغال عقله وجسده حتى لا يشعر بالملل، واشراكه ولو بعمل بسيط مساعد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى